Rabu, 5 November 2008

الشرق الاوسط يردد بتشكك الرغبة في التغيير التي أطلقها أوباما

القاهرة (رويترز) - ترددت أصداء الرغبة في التغيير في منطقة الشرق الاوسط يوم الاربعاء وهي نفس الرغبة التي أدت لانتصار باراك أوباما في انتخابات الرئاسة ولكن الكثيرين توقعوا أنه سيقضي على آمالهم في وجود بداية جديدة في سياسة الشرق الاوسط.
وقال حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية "لدى المنطقة الكثير من التوقعات. نتمنى أن يساعد (أوباما) في مساعي تحقيق سلام دائم وعادل."
وقال عبد الجليل مصطفى منسق حركة كفاية "أوباما اختيار جيد لانه يسعى للتغيير في السياسة الامريكية التي عانينا منها كثيرا على مدى العقد الماضي."
ويرى الصحفي السوري البارز ثابت سالم أن العالم العربي يحتفي بفوز أوباما ليس لانه فاز وانما لان هذا يعني أن الرئيس جورج بوش الذي يعتبر مصاصا للدماء قد رحل هو وبطانته.
وكان لادارة بوش المنتهية ولايتها أثر مباشر اتسم بالعنف عادة على الشرق الاوسط خاصة في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية حيث تزيد مشاعر العداء تجاه واشنطن.
وغزا بوش العراق عام 2003 في ظل معارضة عربية شديدة وكان اهتمامه بالصراع العربي الاسرائيلي أقل من أي رئيس أمريكي اخر منذ رونالد ريجان.
واعتبر ايران جزءا من "محور الشر" وشجع محاولة اسرائيل الفاشلة عام 2006 للقضاء على حزب الله في لبنان. واعتبر الكثير من المسلمين "الحرب على الارهاب" التي أعلنها أنها حملة صليبية مستترة على الاسلام.
ويواجه أوباما الان تحديا يتمثل في اصلاح علاقاته مع العالمين العربي والاسلامي وفي الوقت ذاته اقناع الامريكيين بأن بامكانه أيضا منع تكرار هجوم مماثل لهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الاراضي الامريكية.
وقال غلام علي حداد عادل وهو مستشار رفيع للزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي "يظهر انتخاب أوباما اخفاق السياسات الامريكية في أنحاء العالم. على الامريكيين أن يغيروا من سياساتهم لانقاذ أنفسهم من الورطة التي سببها بوش."
وقال علي أغا محمدي وهو مساعد اخر مقرب الى خامنئي "لسنا متفائلين بشكل كامل ولكن مع وجود تغيير حقيقي في السياسة الامريكية ستكون هناك قدرة على تحسين العلاقات بين البلدين. ما من شك أن مجموعات الضغط الصهيونية في أمريكا ستبذل قصارى جهدها لمنع تحسين العلاقات."
وفي الدول العربية وايران كان مزيج من الامل والتشكك هو السمة المميزة لرد الفعل الشعبي لانتخاب أوباما وهو أول رئيس من أصل افريقي في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال حسام بهجت وهو ناشط مصري في مجال حقوق الانسان "قامت الحملة ذاتها بمجهود كبير لاصلاح الضرر الذي لحق بصورة الولايات المتحدة خلال السنوات الثماني الماضية."
ومضى يقول لرويترز "لذلك فان هناك شعورا غريبا بتحقيق انجاز ولكن أيضا بالتوتر بسبب توقع احباطات كبيرة عندما يتعلق الامر بمنطقتنا...أنا قلق من احتمال أن يكون في حاجة الى اثبات أنه رئيس قوي أو...أنه يضع مصلحة أمريكا أولا."
وذكر الكثير من المعلقين نفوذ أنصار اسرائيل في واشنطن واحتمال أن يحدوا من حرية أوباما في التحرك في سياسة الشرق الاوسط.
وخلال الحملة الانتخابية لاوباما والمرشح لمنصب نائب الرئيس جو بايدن تعهد كلاهما بدعم الدولة اليهودية.
وقال محمد فياض (72 عاما) وهو فلسطيني يعيش في غزة انه يريد من أوباما معاملة الشعب الفلسطيني بعدل.
وأضاف "نحن لا نعرفه. الامور ليست واضحة الان. لا نعرف ما اذا كان سيتبع سياسة سلفه ويذعن لمجموعات الضغط اليهودية."
وقال ربيع عبد الحليم أحمد وهو عامل بناء مصري كان يقرأ عن أوباما في الصحف "انه تغيير طيب بالنسبة للامريكيين ولكن ماذا يمكن أن يحققه ذلك لنا.. ما زال مع الصهاينة. لن يفيدنا هذا في شيء."
وكان هناك قدر كبير من التشكك على وجه الخصوص بين الكثير من الليبراليين العرب الذين كانوا يأملون يوما في أن يفي بوش بوعده بدفع الحكام العرب المحافظين نحو تبني الديمقراطية.
وقال مصطفى من حركة كفاية "أطلب من السيد أوباما أن...تحجم السياسة الامريكية على الاقل عن دعم النظم المستبدة التي تعوق سبيل التغيير."
وقال محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين أكبر جماعة معارضة في مصر والتي كانت الضحية الرئيسية لقمع الشرطة لخلال العامين الماضيين "نأمل ان يغير (أوباما) سياسة الولايات المتحدة نحو الشرق الاوسط ونحو الاجرام الذي يحدث في أفغانستان والصومال وأن يتخذ سياسة عادلة تعيد لامريكا وضعها الطبيعي من احترام الانسان والديمقراطية."
وكانت اسرائيل وحدها هي التي رأى فيها الساسة تواصلا بين سياسة ادارة بوش وسياسات أوباما.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في بيان "ليس لدينا شك في أن العلاقة الخاصة بين اسرائيل والولايات المتحدة ستستمر وستزيد قوة خلال ادارة أوباما."
وأدلى كل من وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما المنتمي للوسط ورئيس الوزراء الاسبق بنجامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني بتصريحات مماثلة.
من جوناثان رايت
(شارك في التغطية علاء شاهين وسينثيا جونستون في القاهرة ومكتب رويترز في غزة وبيروت ودمشق وطهران والقدس)

Tiada ulasan: